بسم الله الرحمن الرحيم
عن صحة الأنباء حول وجود جزء رابع من المسلسل، قال وفيق الزعيم إن هذا الأمر يبقى سرا بين مخرج المسلسل بسام الملا والجهة المنتجة، إلا أنه رأى أن النجاح الذي يحققه المسلسل يمكن أن يوحي بإنجاز جزء رابع.
وكان المسلسل حقق حضورا كبيرا ونسبة مشاهدة عالية في جزئه الثاني في رمضان الماضي.
وبدأ الجزء الثالث من المسلسل بنبأ وفاة حكيم الحارة أبو عصام الذي أدى دوره في الجزئين الأول والثاني الفنان السوري عباس النوري
كعادة بسّام الملّا من المتوقع وفاة ابو حاتم في الجزء القادم بعد ان تحوّل الى "ابو عصام" جديد في باب الحارة جزء 3. و المتوقّع ان "تدب" خناقة الها اوّل ما الها آخر بين الممثل و المخرج تنتهي بوفاة ابو حاتم!
لكن الحقيقة .. باب الحارة تغيّرت و تأثير النقد بدأ يتضح اكثر. و اهم نقد موجه للمسلسل هو عملية احتقار المرأة او معاملتها بدونية او بطريقة سي السيّد. مع الإشارة طبعا الى بطولة و شجاعة و شرف الرجال الذين يتعاونون فيما بينهم على حفظ "الحارة" من كل مكروه و يتكافلون لخدمة المجتمع بطريقة مميزة. كما انّهم وطنيّون يساعدون الثوّار و حتى الفلسطينين من قوت يومهم بدون اي تردد.
في باب الحارة جزء 3 تركيز اقل على اهانة المرأة و ضربها كأنه جزء من المجتمع. او على انه شيء مقبول و اشارات الى انّ المرأة المخطأة فقط هي من تضرب و تهان. و طبعا كله كلام في كلام. لكن المخرج يمهّد بشكل واضح الى سبب عقاب احدى النساء بحيث تجد المشاهد يصل الى مرحة القول انّها "تستاهل". كأن الرجل يتعامل مع طفلة جاهلة او حيوان لا يفقه شيئا و اخطأ و سبب الأذى لصاحبه!
ربما كان سبب نجاح باب الحارة و انتشاره جماهيريا هو حنين المشاهدين الى ايّام كان الرجال فيها رجال. و انا بالتأكيد لا اعني جزئية سي السيد. بل انتقدها تماما! لكن جزئية الرجال الذين يرفضون الذل و الهوان و الإنبطاح. و النساء الاتي لا يقبلن على انفسهن العار او حتى ان يحظي احد بمشاهدة و لو مليمتر من اجسادهن بغير حق. رجال على استعداد لقبول الموت على الذل و الإهانة سواء لهم او لعائلاتهم. و نساء يفنين حياتهن في خدمة عائلاتهن.
لكن الإشارات السلبية تطغى على كل شيء. فأرمل و رجل متوسط العمر كأبو شهاب، لا يليق به الزواج بـ "ابنة 14" مع ان اخته التي تكاد تكون جدة اشارت عليه بذلك. فإبنة ال15 تعد عانس و قد فاتها قطار الزواج. شيء مؤسف بالفعل. فالإشارة الأولى هي زواج الأطفال. و الثانية عنوسة الفتيات الاتي تزيد عمارهن عن 20 عاما. و الأمر الأكثر سلبية و ان كان لا يزال يمارس حتى يومنا هذا هو عملية "عرض" العرائس كأنهن خراف لتختار ام او اخت العريس احداهن.
بصراحة انا لا اعارض الزواج التقليدي و قد قابلت الكثيرين من الذين تزوجوا بهذه الطريقة و هم في قمة السعادة. لكن انا ضد الممارسات المهينة للجميع و تزويج الفتيات حتى بدون ان يراها العريس. على العموم ذاك زمن و نحن في زمن آخر.
الشيء الآخر الذي يتحسّر علي ابناء هذا الزمان هو التكافل و التراحم بين الجيران و ابناء الحي. فالكثيرين بالكاد يعرفون اسماء جيرانهم او حتى اشكالهم. كلٌ مشغول بحياته و عائلته و لا وقت لممارسة الواجبات الإجتماعية. حتى وان مات الجار، لن يجد من يسأل عنه. في حين ان الجيران و ابناء الحي الواحد يساعدون بعضهم البعض بكل شيء. ماديا و معنويا. عادات تكاد تنقرض من مجتمعاتنا الحديثة. شيء مؤسف بالفعل.
لكن باب الحارة الجديدة ضعيفة .. و احداثها بطيئة و مملة! و ليست بالزخم و النجاح الذي حققته باب الحارة 2 و خصوصا مع غياب كل الشخصيات الكبيرة عن المسلسل، فلم يبقى الا الصف الثاني. و يثقدمه ابو حاتم وابو شهاب.. و باعتقادي، ابو حاتم في طريقة خارج المسلسل في الجزء الرابع